بصوتك تقدر... تبلع القهر!
مريم الشروقي
شعار جميل لكل من فكّر بالتصويت لمجلس النواب موديل 2014، ولو رجع بنا التاريخ إلى مجلس النواب موديل 2002 و2006 و2010، لوجدنا بأنّ نفس الوجوه والأفكار والناخبين على اختلاف الأماكن تتكرّر، فالنوّاب أغلبهم لم تتغيّر أفكاره ولا أفكار جمعيّته في جمع «الخردة والسلطة ومضرّة الناخبين»، والعجيب أنّ نفس الناخبين يصوّتون في كل مرّة، ونقول لهم «بصوتك تقدر... تبلع القهر»!
لا تتذمّر يا ناخب، فأنت من انتخبت من يضرّك ويستفرد بخيرات البلد دونك، ويمرّر كل ما تريده السلطة، بل أكثر من ذلك، ويرفض كل ما تطمح إليه أنت بمعيّة أهلك، ففي النهاية هو يفوز وأنت تصوّت وتخسر، ويخسر أبناؤك وأحفادك من بعدك!
ولنراجع معك ماذا أنجزت هذه الموديلات السابقة للمواطن، فقليلٌ من كثير ميزانية النفط (على قولة المعاودة)، الذي انسحب ونحن نبارك له مسبقاً انسحابه واحتمالية وصوله إلى منصب أفضل، بعد 12 سنة من معاناة المواطن، فهو النائب الوحيد الذي تكلّم عن فرقية أموال النفط الضائعة ولكن خارج مجلس النواب، ولم نجده يا ناخب يجلجل ويصوّت تحت قبّة البرلمان بإرجاع هذه الأموال، واستجواب وزير المالية، أو محاسبة الحكومة، لأنّ أموال النفط تقدّر بعشرات المليارات، ولو صبّت في صالح المواطن لاغتنى البحرينيون الأصليون والجدد!
أما الإنجاز الآخر، فتذكّر يا ناخب وتذكّر قبل الإدلاء بصوتك، بأنّ هؤلاء النوّاب اقتطعوا من لحمك لتقاعدهم، فأنت تعاني ضنك المعيشة ومرارة الحياة، وهم في 4 أو 8 سنوات يحصلون على الـ 80 %، ماذا قدّموا لك يا متقاعد؟ هذا هو ديدنهم بالنسبة لك يا «مواطن»!
ناهيك عن أموال ألبا/ ألكوا، مليارات الدولارات ذهبت هباء منثوراً، ومجلس النواب يا من انتخبته صمتَ صمت الأصنام، وما أكثر الأصنام التي نشاهدها بلحية أو بدون لحية، أو تعلم أنّ هذا الفساد لو تم توزيعه على كل أسرة بحرينية، لنالها نصيب عشرين ألف دينار (20000 دينار) على الأقل، ولا تنسَ صمت هؤلاء عن حقوقك وأنت تختار المترشّح، إن كنت ستكون سلبياً عن حقوقك فتصوّت!
وأخيراً، وحتّى لا نكرّر كلامنا في نواب البرلمان السابق، تذكّر يا ناخب البعثات تذهب لمن، وأراضي الدولة تُعطى لمن، وأيضاً الإسكان يسلّم لمن، والصحّة مكتظّة بمن، أمّا راتبك فقد عجزوا عن زيادته 1 %، والمضحك أنّهم اليوم يريدون صوتك ويتشدّقون بالوطنية، وما أكثر الذين يتشدّقون هذه الأيام بالوطنية!
من يدّعي التصويت من أجل الوطنية، نقول له بأنّ الوطنية تعني حب الوطن وتعني العدالة، واختيار مجلس نيابي قوي كمجلس 73، ذلك الذي يستطيع انتزاع حقوق المواطن، ووضع الوزير على منصّة الاستجواب للمصلحة العامة، وفتح ميزانية الدولة بكل شفافية، وبكل «فلس يطلع وفلس يدش»، حتى يستطيع رفع كرامة ومعيشة المواطن المُذَلّ حالياً، أسوة بدول الخليج الأخرى.
الوطنية يا إخوتي بأن يحاسب المجلس الحكومة إذا لم تراعِ مصالح المواطن، ويشكر الحكومة إن اهتمت بحقوق المواطن ورفعة شأنه، هذه هي الوطنية التي نعرفها ويعرفها الأحرار، الذين لا يخشون في الحق لومة لائم من أجل الوطن.
وإذا أردت التصويت أو عدم التصويت يا «ناخب»، فأنت حر، لكن بصوتك تقدر أن تغيّر وبصوتك أيضاً تبلع القهر، هذا القهر الذي لا ينتهي إلا بانتهاء عمر البحريني «الغلبان»، ذاك الذي يشقى بنوها والنعيم لغيره... كأنها والحال عين عذاري ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق