أنا لست بحاجة لمعرفة رصيدك في البنك أو لمعرفة من أين تشتري هذه الملابس الزاهية أو كم سعر هاتفك النقال ؟ كي اتعرف على المنطق الذي تتكلم فيه و الأشياء التي تعتقد وتؤمن فيها أو كي أتعرف على مستوى رُقي عقلك وكم من صفات جليلة تحمل شخصيتك؟ فكمال صحتك واناقتك لا يغني ولا يسمن من جوع .
لكن تكلم .. حتى أراك وأرى ماتخفيه ملابسك أو ما تخفيه الأصباغ التي تملأ وجهك فبكلامك أستطيع أن أدرج إسمك أسفل قائماتي , فلكل منا قائمات مرسومة في عقله يدرج الأحبة في قائمة والأعزاء في اخرى والأعداء في أخرى وهكذا . ولكل منهم خصوصية واهتمام يليق بهم وكلما زاد الحديث زادت معرفتي بمعدنك , لذا تكلم حتى أراك , أما وجودك أمام ناظري فلا يحرك ساكناً لي .
وفي الحديث عن هذا الموضوع لا أجد سوى الطعام كتشبيه جيد خصوصاً إنني أكتب بسرعة فائقة و انا جائع لأنني متوجه للجامعة (حتى لا يضيع الموضوع .. عدنا )) أجد ان بالإمكان تشبيه هذه الفكرة بالطعام , نعم الطعام , لأنه بعض الأطباق ( ماشاء الله ) ألوان زاهية وتنسيق راقي و الناظر لذلك الطبق لابد أن يسيل لعابه لكن بمجرد ان تتذوق ( يسيل اللعاب بالمقلوب ) . كذلك الأشخاص , فلا يخدعونكم بما يحملون من شهادات عالية أو بمقدار كتبٍ قرأوها أو بأموالٍ يلعبون بها أو بسيارة بورش يركبونها . فأحياناً أرى أن جدتي الأمية بحكاياها الشيقة تفوق أولائك كثيراً .
فبمجرد أن نتبدأ الحديث سنتعرف على مجموعة مما يميزك عن غيرك سواءً كان إيجابياً او سلبياً فكم من المرات كنا نتبادل الحديث فيدخل أحدهم وبمجرد دخوله للحديث نميز ما إذا كان صادقا او كاذباً او حاقداً أو قاصداً للخير ومحباً متعلماً أو جاهلاً إلخ . لذلك زِن كلامك قبل الحديث ونور كلماتك بالحُسن والخُلق الرفيع .
للاطلاع على الموضوع في الفيس بوك
هناك تعليقان (2):
اخي ...
كما اقول عبارتي دوما "لاشيء يستحق في نهاية الامر ..
كم من فئة كذبوا وعاهدوا وكم من فئة صدقوا ..
ولكن في بعض الاحيان ترى
اشخاص ..يفترون حتى على اعراض الناس ..باانهم مرضى نفسيين او ماشابه من هذا الكلام .." كما قلت انت " زن كلامك قبل الحديث ونور كلماتك بالحسن والخلق الرفيع .
اتمنى ان نلتقي يوما من الايام معك ..
اخوك محمود
تسلم على التعليق والله يهدينا ويهدي الجميع
وتعليقك على راسي اخويي
إرسال تعليق