2011/08/13

قصة 13 مارس



في صباح يوم الأحد الموافق الثالث عشر من مارس , توجه الطلبة وبكل سلمية إلى جامعة البحرين على الرغم من الأزمة التي تحل بالبلاد إلا أنهم توجهوا بكتبهم وأقلامهم نحو تلك المقاعد .


لكن الغريب في الأمر إن الشارع الرئيسي المؤدي للحرم الجامعي كان قليل الازدحام, والأغرب من ذلك هو دخول الطلبة للجامعة دون أن يتفقد رجال الأمن هويتهم الطلابية علماً بان رجال الأمن في كل يوم يتفقدون البطاقة الجامعية التي تسمح بدخول الطلبة .

كانت الأجواء مليئة بالأقاويل والتساؤلات عن أزمة البلاد التي انطلقت من الثاني عشر من فبراير أي ما يعادل شهراً حتى يوم الأحد هذا.

توجه الطلبة نحو صفوفهم منذ أول محاضرة, أي منذ الساعة الثامنة صباحاً.
وعندما ازداد العد التنازلي لانتهاء المحاضرة انطلقت مسيرة حاشدة في كل أجزاء الجامعة نتيجة القمع الرهيب الذي قامت به قوات الأمن ضد السلمية المنتشرة أمام المرفأ المالي وفي دوار اللؤلؤة ,  و من خلالها ازداد عدد الطلبة المتظاهرين بشعارات مدوية تنادي بإصلاح النظام.

وفي هذا الوقت انتهت المحاضرة الأولى وتوافد عددٌ آخر من الطلبة الذين تبدأ محاضرتهم في التاسعة وانقسموا إلى عدة أقسام بعضهم توجه لصفوفه الدراسية والبعض الآخر توجه إلى مسيرة المعارضين التي توقفت في بهو التسجيل بينما البعض الآخر عاد إلى حيث أتى .
وعند التاسعة والنصف تمكنت الفئة المخربة بالدخول لكلية المعلمين وإرهاب الطلبة المتواجدين في مركز الكلية وذلك لما في أيديهم من سكاكين وأدوات حادة والبعض منهم يحمل سيوف أرعب الطلبة ومنها أخذوا بتفريق الطاولات والكراسي ورميها بشكل متعمد للتخريب .

ومن الجدير بالذكر إن مسيرة المعارضة تجمعت كقوة مركزية في بهو التسجيل حتى لا يتشتت الطلبة وذلك بعد ما علموا بما جرى في كلية المعلمين من إرهاب وتكسير, حيث تعتبر هذه الكلية كلية عارمة بالمجنسين قد يكون السبب إنها تخصص راتب شهري يفوق 200 دينار شهرياً.

وفي هذا الأثناء ازداد عدد الطلاب الذين خرجوا من محاضراتهم وقلوبهم محترقة خوفاً على أبناء وطنهم . وأخذوا بتشكيل طوق بشري من الذكور لحماية الإناث الذين أصابتهم حالة من الهلع والخوف وكل هذا تم قبل الساعة العاشرة وأمام أعين مجموعة من الأساتذة الذين كانوا في الطابق الثاني لكلية الآداب وأمام أعين مسئولين من الجامعة الذي كانوا متواجدين في مبنى الإدارة. أي أنهم على علم بان الفئة المعارضة متواجدة أمام مبنى الإدارة وتستخدم الهتافات لا أقل ولا أكثر وليس بين يديها لا منشاره ولا سكين .


 وعندما دقت العاشرة وبدأت تتلاشى, بدأ العاملين والأساتذة وبعض الطلبة بالاختفاء شيئاً فشيء. ومنها تمركز مجموعة البلطجية أمام مبنى اللغة الإنجليزية الذي يدعى S20  . 


وكانت هذه المجموعة تقف إلى جانبها مجموعة من رجال الأمن الجامعي ما يقارب العشرون رجل .كانوا إلى جانبهم وكأنما لا يريدون حدوث اشتباكات , والخطأ أنهم لم يصادروا تلك الأسلحة من أولائك البلطجية .

وعند مايقارب العاشرة والنصف حدث عدة إشتابكات بالهتافات بين مجموعة من الشباب المتواجدة على الشارع المقابل لمواقف سيارات كلية الآداب وبين مجموعة البلطجية المتواجدة أمام  مبنى S20 .

منذ هذا الوقت بدأ الطلبة في الخروج من الجامعة بشكل كبير لكن للأسف جميع أبواب الجامعة مغلقة ماعدا البوابة الشرقية التي كانت تسمح بخروج الطلبة ولا تسمح بدخول الطلبة ممن لديهم محاضرات في العاشرة والحادية عشر وحتى لا تسمح بدخول أولياء الأمور كي يطمئنوا على حال أبنائهم .

فكان القادمون للجامعة من طلبة وأولياء أمور يتركون سياراتهم في الشارع متجهين سيراً على الأقدام مسافة ما يفوق النصف كيلو بالنسبة لكلية إدارة الأعمال , ناهيك عن المسافة الكبيرة التي سيسيرها أولياء أمور طلبة كلية العلوم .

وفي هذه الفترة كانت الفئة الطلابية المعارضة المتواجدة بالقرب من كلية المعلمين تطلب من الأمن أن يصادر تلك الأسلحة وإلا لن يعودا إلى المبنى إلا أن رد رجال الأمن كان ستأتي الشرطة لتحل هذه الفوضى .. مما أدى إلى اشتباك بالحجارة من طرف المخربين ضد المجموعة الأخرى التي قامت بالركض باتجاه كلية المعلمين مما أدى إلى أضرار مادية لحقت بسيارات أساتذة كلية المعلمين وكذلك أضرار بشرية أدت للوصول سيارات إسعاف لمعالجة المجموعة المسالمة
.

وعند الحادية عشر قام رجال امن الجامعة بتجميع البلطجية وإدخالهم إلى مبنى S20 بينما الفئة المعارضة عادت إلى بهو التسجيل لحماية الطالبات الذين بقوا في ذعر وخوف من تخريب البلطجية .... على الرغم من بقاء مجموعة من الذكور لحمايتهم والجدير بالذكر إنه مجموعة الإناث كانت كبيرة جداً و  أغلبيتهم من الطلبة الذين يستخدمون حافلات الجامعة التي لم تكن حاضرة في مواقف الجامعة و المعروف أنها تقوم بنقل الطلبة في كل ساعة مرة واحدة . فكيف يعود هؤلاء لمنازلهم ؟
                                            
وفي هذا الوقت كأنما خلت المباني من الطلبة ماعدا مبنى كليتي الآداب وإدارة الأعمال وتجمع المعارضون في بهو التسجيل وأخذ البلطجية بالتخريب والتكسير في المباني الأخرى بينما هناك فئة منها متمركزة في مبنى S20 .

وظل الطلبة المجني عليهم في بهو التسجيل وقبيل الأذان انطلق من جهة المكتبة أحد الملثمين ركضاً باتجاه البوابة الرئيسية حاملاً سيفه من أجل إثارة الخوف والقلق على الطلبة . والسؤال الذي يطرح استفهاماته هل تم إيقافه من قبل رجال الأمن عند البوابة الرئيسية أو من قوات الشغب التي كانت متواجد أما البوابة عند الإشارة الضوئية .

وفي الحادية عشر والخمسون دقيقة .. ارتفع صوت الحق ينادي للصلاة و كانت الأجواء مليئة بالقلق والخوف والذعر والأهم من ذلك أن الجميع يتساءل من هم هؤلاء المسلحون والمتلثمون ؟ وإن أقوى سلاح للفئة المعارضة والمتواجدة بالقرب من التسجيل أن تتسلح بالصلاة والدعاء حتى تطمئن قلوبهم ويعودوا لأهاليهم .
ومن الاستحالة أن يستوعب مسجد جامعة البحرين هذا الكم الطلابي الهائل فبقت مجموعة بالانتظار وتوجهت أخرى والبعض توجه لكلية الآداب والآخر إلى إدارة الأعمال وكأن المشهد لم يتكرر .
وبعد ما يقارب العشرون دقيقة من الآذان دخلت مجموعة أخرى من البلطجية من البوابة الرئيسية للجامعة باتجاه بهو التسجيل محملين بالسيوف والألواح وأدوات حادة وأنواع غريبة ..
فأصبح موقف الطلبة من هؤلاء موقف الهروب من العدو فحدث استنفار رهيب في الطلبة فتوجه البعض لكلية الآداب والبعض لكلية إدارة الأعمال والبعض مازال في المسجد يصلي لكنه سمع أصوات الطالبات من الطابق العلوي للمسجد تنادي ( البلطجية متجهين للمسجد ) فما كان للمصلين المتواجدين بالمسجد إلا أن يغلقوا أبوابه على الرغم من عدم تواجد المفاتيح إلا أنهم قاموا بتحكيم الأبواب عن طريق قطع حديد توضع في الباب تمنع فتحه من الخارج .

وللعلم كانت مجموعة من الطالبات قد توجهن لتأدية الصلاة في استراحة الطلبة ولكن ما حدث لهم ؟

وعاى الرغم من تقدم المخربين نحو مبنى كلية الآداب هناك فئة من الطلبة الصمود  أخذوا يتسلحون لحماية أنفسهم وحماية البقية فحملوا الألواح في وجه البلطجية الذين أخذوا يضربونهم وكأنهم ينهشون في أجسادهم بسيوفهم وأدواتهم الحادة  وبوابل من حجارتهم فعاد المسالمون للمبنى كليتي الآداب وإدارة الأعمال .

ومن هنا جاءت الاستغاثة من الطلبة في الجامعة لإخوانهم  وأخواتهم في اعتصام اللؤلؤة حتى يأتوا لإنقاذهم من هؤلاء البلطجية الذين وكأنما تواطئوا مع قوات الشغب التي كانت لا تمنعهم من حمل تلك الأسلحة فكان البلطجية في الأمام وخلفهم غيث من رجال الأمن .

ظل المصلين في المسجد لمدة تفوق النصف الساعة بين قارئ قرآن وبين قارئ للدعاء حتى تطمئن القلوب ويزيل القلق ويخاف العدو والجدير بالذكر إنه من ضمن المحاصرين في المسجد أحد رجال أمن الجامعة

وعندما لامست العقارب الثانية عشر والأربعون دقيقة استطاع المتواجدين في المسجد الخروج منه والتوجه للطلبة البقية أمام بوابة كل من كلية الآداب وكلية إدارة الأعمال وكان ذهابهم على مناظر سيئة ومشاهد تخريبية منها بٌقع من الدماء وسيارتين إسعاف و عددٍ كبير من الألواح والحجارة والعصي المتناثرة في جمع أنحاء  الساحة التي تقع بين مبنى التسجيل القديم والمكتبة المركزية . 

إلى هنا قد استطاع القادمون من اللؤلؤة بدخول للجامعة من أجل إنقاذ أخواتهم و أخوانهم الذين بقوا في بحر القلق منذ الساعة الثامنة وحتى قبيل الواحدة بين مجروح وبين مغم عليه إثر مشاهد التخريب التي قام بها البلاطجة إن صح التعبير .
ودخلت حافلة كبير أخذت تنقل الطالبات إلى خارج الحرم الجامعي الذي أنتهك من قبل أعمال البلطجة ومن قبل قوات الأمن .

الآن الواحدة ظهرا ..
وهاهم المسالمون أمام بوابة كلية الآداب وملائكة الرحمة تسعف الطلبة المتضررين والبعض يحاول الذهاب إلى مواقف السيارات إلا أن البلطجية قد كسروا مجموعة من السيارات والأدهى أن هناك فئة منهم مازالت متواجدة في مبنى S20

وفي الواحدة و خمسة وعشرون ودقيقة تقدم البلطجية إلى كلية الآداب بنية التكسير والتخريب وإيذاء المتواجدين أمام مبنى كلية الآداب فاشتدت المواجهة بين البلطجية الذي زاد عدد هم وبين الطلبة وبين من أتوا لإنقاذ الآخرين ومازال الشيء الغريب يتكرر هو أن البلطجية تتقدم للتخريب ومن ثم تأتي قوات الأمن وتأخذهم معها
أليس من الواجب أن تقوم تلك القوات بردع هؤلاء لتخليص الطلبة الذين تعرضوا لجميع أنواع الانتهاكات

ملاحظة قد يكون هناك تفاوت بسيط في الأوقات ... هذا التقرير خاص ولا نتمنى استخدامه في  تطبيقات أخرى قد تعرضكم للمسائلة القانونية إلا بعد الاستئذان 

هناك 10 تعليقات:

hassan Ali يقول...

تباً لكل عميل ولكل طالب ساعد في فصل أخيه

دامت انفاسكم في خدمة البلد .. أنتم خيرة الشباب

أبو ماجد يقول...

إبني علي أتمنى أن تعودوا إلى جامعتكم وأنتم على أتم إستعداد لتعويض مافاتكم من دروس

تمنياتي لك بمستقبل مشرق يا مشرق

أبو ليث يقول...

أبو علي .. اتفق معك

أبو ماجد .. شكرامن أعماق قلبي استاذي العزيز

غير معرف يقول...

الا لعنة الله والملائكة والانبياء على الظالمين

شكرا لك اخي علي ووفقك الله وحفظك الله اينما كنت :)

غير معرف يقول...

بنت الهدى

شكرا لك أخي علي أبو ليث

أ؟ن هذا اليوم العصيب لا يمحى من ذاكرتنا بتاتا

انفاس مطر يقول...

الله يوفقك يا علي و يبعد عنك عيون الاعداء المتربصة ,,

موفق و يعطيك الف عافية

أبو ليث يقول...

ان شاء الله يرجعون الطلبة كلهم والله يصلح الحال

غير معرف يقول...

13/3 يـوم لن يغيب ابدا عن ذاكرتي
حيث تم هتك حرمات بلدي جامعتي عرضي

ولن اسامح ابدا من قام بفعل هذا العمل المشين وعلى رأسهم البلطجي ابراهيم جناحي ..
كيف هانت له نفسه فعل هذا العمل
كنــــــا امانة في اعناقة ولككنا سنلتقي في يوم يسود فيه العدل من جديد ..


اخي ابو ليث عندما قرأت كلماتك .. احسست انه بركان بداخلي قد تفجر وانا استرجع هذا اليوم ..


الشي المؤلم المبكي المحزن لهذه الحقيقة .. انني كنت طالبة في ذلك اليوم كنت حاضرة لمحاضراتي الساعه 8 و9 انتهائا عند العاشرة ..في بداية الحدث رفضو مغادرتنا الجامعة رفضو دخول اولياء امورنا الجامعة للإطمنان علينا .. لم اكن انوي قط المشاركة في المسيرة .. بعض صديقاتي كانو يعلمون بان في مثل هذا اليوم سيحدث ذلك .. لكنهم ابدا لم يخبروني.. فعلا صداقة !!!!؟؟ لم اكن اريد الا انهاء دراستي؟؟ ...

هنالك الكثير لاعبر فيه .. لكن ماذا عساي ان اقول عن نظام لا يفرق بين كببير صغير مشارك في مسيرات غير مشارك أمراة رجل ..

فقط كونك اردت ان تعبر عن رأيك بالسلمية فأنت مستهدف ... فقط كونك شيعي فأنت مستهدف
لا تعليق على تلك العقول ..

13/3 مجزرة جامعة البحرين
بصمـــــة عــــــــار

أبو ليث يقول...

أتمنى ان تعودي أختي العزيزة فتعليقك
وصل ,, لأنه إنطلق من قلبك الصادق فقرأته بعين صادقة

.. الله يصلح الحال ان شاء الله

غير معرف يقول...

لا أستطيع أن انسى أو اتناسى ذلك اليوم